أبو بكر الصدّيق:
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب
بن لؤي القرشى التميمي، كنيته: أبو بكر، ولقبه الصدّيق، وكنية أبيه أبو
قحافة، وأمه هي: أم الخير سلمى بنت صخر بن كعب بن سعد التميمية بنت عم أبى
قحافة، وكان أبو بكر يسمى أيضًا: عتيقًا، وقيل إن سبب هذه التسمية أن النبي
(صلى الله عليه وسلم) قال له: (أنت عتيق من النار)، وقيل : إنه سمى كذلك
لحسن وجهه وجماله، ولقب بالصدّيق لتصديقه بكل ما جاء به النبي(صلى الله
عليه وسلم) وخاصة تصديقه لحديث الإسراء وقد أنكرته قريش كلها، وأبو بكر
الصدّيق أفضل الأمة مكانة ومنزلة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهو
أول من أسلم من الرجال، وهو رفيق الرسول (صلى الله عليه وسلم) في هجرته،
وخليفته على المسلمين، يقول حسان بن ثابت في حقه:
| إذا تذكرتَ شَجْوًا من أخي ثقــةٍ |
| فاذكر أخاك أبا بكر بما فعــــلا |
| خيرَ البريَّةِ أتقاها وأعدَلـــَهـا |
| بعد النبي وأوفاها بما حمــــلا |
| الثانيَ التاليَ المحمودَ مشهـــدُهُ |
| وأول الناسِ منهم صدَّق الرُسُـلا |
وقد رثاه على بن أبى طالب يوم موته بكلام طويل منه: " رحمك الله يا أبا
بكر، كنت إلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنيسه ومكان راحته، وموضع
سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم إيمانـًا، وأحسنهم صحبة،
وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة،
وأشبههم برسول الله هديًا وسمتـًا... سماك الله في تنزيله صديقـًا فقال:
(والذي جاء بالصدق وصدق به) فالذي جاء بالصدق محمد (صلى الله عليه وسلم)
والذي صدق به أبو بكر، واسيته حين بخل الناس، وقمت معه على المكاره حين
قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم صحبة، وخلفته في دينه أحسن الخلافة، وقمت
بالأمر كما لم يقم به خليفة نبي...".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire